مراجعة لتوزيعة elementayOSالإصدار Freya Beta1
تصنف توزيعة elementayOS في المرتبة الثامنة شعبية وفق موقع DistroWatch.com الشهير، وهي مبنية على الإصدار ذي الدعم طويل الأمد LTS من توزيعة أوبونتو.
هذه التوزيعة نشأت أصلاً على يد مصممين لا مبرمجين، كان همهم في بادئ الأمر تطوير أيقونات مميزة لنظام التشغيل لينكس، إلا أن المشروع توسع لاحقاً ليتحول إلى توزيعة مستقلة لها تطبيقاتها الخاصة. ففريق تطوير إلمنتري يولي اهتماماً بالغاً لواجهة الاستخدام UI ولتجربة الاستخدام UX عموماً.
سأحاول الآن بصورة رئيسية تقييم قابلية استخدام هذه التوزيعة انطلاقاً من تعريف مفهومَي الاتساق الداخلي والاتساق الخارجي المبينان في مقالة قياس سهولة استخدام البرمجيات حسابياً.
الاتساق الداخلي
نستطيع القول بكل ثقة أن هذه التوزيعة هي الأولى بلا منازع من حيث الالتزام بمعيار الاتساق الداخلي. ومرد ذلك إلى حرصها على الالتزام بمكتبة GTK-3 حصراً في بناء واختيار تطبيقاتها، بما يضمن انسجام واجهات الاستخدام فيما بينها، هذا فضلاً عن وحدة الرموز (الأيقونات) ووحدة المصطلح بحكم نشأتها من مصدر واحد هو فريق تطوير التوزيعة ذاته. بيد أن برنامج الوسائط المتعددة Audiance يمثل استثناء هنا رغم أناقته، فواجهته بألوانها وملامحها تغرد تماماً خارج السرب، ولا توحي إطلاقاً بانتماء هذا البرنامج لتوزيعة إلمنتري!
ومع ذلك، فثمة مشكلة في التوزيعة فيما يتعلق بالاتساق والتناغم داخلياً بين التطبيقات، تتمثل بطريقة دمج نظام إدارة النوافذ مع مكتبة GTK، فبعض التطبيقات لا تزال ملتزمة بالطريقة التقليدية في عرض النوافذ، حيث يكون عنوان النافذة والأزرار الثلاثة (الإغلاق والتصغير والتكبير) على صف مستقل (يدعى عادة شريط العنوان Title bar)، وشريطي القوائم والأدوات في صفين آخرين دونه. إلا أنها تحاول في تطبيقات أخرى دمج شريطي العنوان والأدوات في شريط واحد أسوة بتطبيقات GNOME 3.
من بين التطبيقات التي لا تزال تنتهج الطريقة التقليدية:
- Document Viewer
- GParted
- Calculater
- Midori
- Software Center
في حين تنتهج طريقةَ GNOME 3 التطبيقاتُ التالية:
- Scratch
- Music
- Calendar (Maya)
- Archive Manager (File-Roller)
هذا التذبذب بين الطريقتين يحسب سلباً على هذه التوزيعة. فأولاً، وحرصاً على الالتزام بمبدأ الاتساق الداخلي، ينبغي أن تنتهج التوزيعة طريقة موحدة في هذا الصدد، وثانياً، وحرصاً على الالتزام بمبدأ الاتساق الخارجي، ينبغي أن تكون هذه الطريقة مألوفة بالنسبة للمستخدمين الوافدين من بيئات وأنظمة أخرى، وهذه الطريقة هي الطريقة التقليدية بلا شك.
الاتساق الخارجي
أما على صعيد الاتساق الخارجي، فلا بد لنا من اعتماد أساسين للمقارنة هنا، ويندوز وماك.
تحقق هذه التوزيعة من وجهة نظر مستخدمي ماك مبدأ الاتساق الخارجي، وذلك بحكم شبهها الكبير ببيئة ماك. في حين سيجدها مستخدمو ويندوز مربكة بعض الشيء.
فأول ما أربكني عند استخدام هذه التوزيعة هو توضع أزرار النوافذ (الإغلاق والتكبير والتصغير) على الجهة اليسرى من النوافذ. وللأسف، لم تكن عملية قلب موضع الأزرار بهذه السهولة، فقد كان علي أولاً تعريف مستودع إضافي، ثم تثبيت الأداة Tweak منه، ثم إعادة ضبط موضع الأزرار بواسطتها.
وعندما نجحت في قلب الأزرار، بقيت الأزرار في بعض المواضع على حالها، فزر الإغلاق في علامات التبويب Tabs في المتصفح ميدوري ظل معكوساً، كذلك الحال بالنسبة لنافذة خصائص ملف أو مجلد معين، حيث ظل زر الإغلاق ”مصراً“ على البقاء على الجانب الأيسر من الإطار. تمثل هذه الحالة انتكاسة من حيث الالتزام بمبدأ التناسق الداخلي، فموضع زر الإغلاق وشكله يجب أن يكون موحداً في كل مكان على مستوى النظام ككل.
أيضاً، على الرغم من أن الإصدار الأصلي من ميدوري يحقق مبدأ الاتساق الخارجي، بفضل مربع البحث الذي يظهر إلى جانب شريط العنوان، أسوة بالمتصفح فايرفوكس، إلا أن مطوري إلمنتري أخفوا هذا المربع للأسف. وعلى الرغم من أنك تستطيع استعادته، إلا أنني أفضل أن يكون ظاهراً بصورة افتراضية.
أخيراً، لم يكن نظام التمرير المستخدم في الإصدارة السابقة مألوفاً البتة بالنسبة لمستخدمي ويندوز، ويسجل نقطة سلبية عند تقييم التزامه بمبدأ التناسق الخارجي، وقد أحسن مطورو التوزيعة بالتخلي عنه في هذا الإصدار.
مدير الملفات
مقارنة بمدير الملفات Nautilus في أوبونتو (أو سليله Caja في منت)، ستفتقد ميزتين رئيسيتن يمثل إغفالهما من قبل فريق إلمنتري خطيئة لا تغتفر:
- إمكانية فتح ملف أو مجلد بصلاحية مدير النظام Open as administrator.
- ميزة تصنيف الملفات والمجلدات بواسطة الأيقونات Emblems.
المتصفح Midori
يلعب المتصفح الذي يتبناه نظام تشغيل معين كمتصفح افتراضي فيه دوراً رئيسياً في رسم ملامح نظام التشغيل وهويته ككل، وبالتالي في تقييمه، وذلك بحكم الدور الحيوي للمتصفح في بيئة الحوسبة المعاصرة. فمما يجعل من توزيعة elementaryOS توزيعة فريدة هو تبنيها لمتصفح فريد، ونجاحُه ورواجُه سيسهم إلى حد كبير في نجاحها ورواجها. أتمنى حقاً أن يولي فريق elementaryOS هذا المتصفح مزيداً من الاهتمام.
للأسف، متصفح Midori ليس ناضجاً بما فيه الكفاية حتى الآن. هذه هي العيوب الرئيسية؛ والبنود المشطوبة هي التي تم تلافيها مؤخراً:
- مشكلة تضمين الخطوط:
وهي التقنية التي توفرها معايير CSS في المتصفحات، حيث لم يكن المتصفح قادراً على عرض الأحرف العربية المضمنة في خطوط الويب بصورة صحيحة، كما أنه لم يكن قادراً على عرض محارف يونيكود الجديدة التي تم إضافتها في الإصدار السادس من يونيكود وما يليه.وقد تم تدارك هذه المشكلة في الإصدار المرفق مع هذا الإصدار من elementaryOS. مشكلة التعرف على إعدادات البروكسي في النظام.أيضاً تم تداركها في هذا الإصدار.- التعامل مع بيانات الدخول Login Data (أسماء المستخدم وكلمات المرور) على أنها كوكيز، تبقى ببقاءها وتحذف بحذفها!
- لا يتوفر خيار لحذف الكوكيز عند إغلاق المتصفح (استخدام الكوكيز على مستوى الجلسة فقط).
- عدم توفر أدوات لاستيراد وتصدير بيانات التصفح من وإلى المتصفحات الأخرى الشهيرة (فيرفوكس وكروم وأوبرا و Konqueror) باستثناء العلامات المرجعية Bookmarks.
ملاحظات متفرقة
فيما يلي بعض جوانب القصور المتفرقة التي أتمنى أن يتداركها فريق إلمنتري في الإصدارة النهائية:
- تعطيل القدرة على تخصيص مظهر النظام: يجب توفير خيار ضمن إعدادات النظام System Settings يسمح بالتبديل بين عدة خيارات لمظهر النظام Themes.
- تعطيل سطح المكتب: يجب إدراج خيار ضمن إعدادات النظام System Settings يسمح بتفعيل سطح المكتب.
- إخفاء أشرطة القوائم: يجب إدراج خيار ضمن إعدادات النظام System Settings يسمح بإعادة تفعيل شريط القوائم في مختلف التطبيقات.
هذه القيود الثلاثة كافية لخلق انطباع لديك بأنك داخل قفص ذهبي! - الافتقار لزر إظهار سطح المكتب Show Desktop.
- يجب تفعيل الخيار Tab to click افتراضياً في إعدادات الماوس.
- برنامج الصور ShotWell ليس حراً، نظراً لاعتماده على مكتبة Mono.
- الافتقار لحقل الشاعر Lyricst في برنامج تشغيل الصوتيات Music.
- عند تثبيت التوزيعة يتم تثبيت ملفات اللغة الإضافية بصورة صامتة وإجبارية. يجب أن يُطرح سؤال بهذا الخصوص على المستخدم قبل البدء بهذه الخطوة، فتثبيت ملفات اللغة الإضافية يجب أن يكون اختيارياً. أعتقد أنها مشكلة عامة في كافة التوزيعات المبنية على أوبونتو.
- للأسف، ليست كل مرمزات الوسائط المتعددة مثبتة افتراضياً، مع إدراكنا وتفهمنا لحقيقة أن مطوري التوزيعة ملزمون بذلك القرار بموجب قوانين الولايات المتحدة، بلد المنشأ لهذه التوزيعة.
- أخيراً، أعتقد أن من الأفضل تكرار أيقونة التطبيق الواحد على الشريط السفلي Dock بعدد النوافذ المفتوحة منه.
الخلاصة
إن كنت من مستخدمي أنظمة Mac من Apple فستكون ممتناً لمطوري توزيعة elementaryOS على جهودهم، أما إن كنت قادماً من بيئة ويندوز، فأعتقد أنك ستفضل توزيعة لينكس منت عليها كنظام أساسي، وتستطيع من خلاله إضافة مستودعات إلمنتري والاطلاع على تطبيقاتها منها.